السبت، 6 يونيو 2009

عندما تحدثت بدور

دخلت من باب المدرسة محمله بنفس مشاعر الانقباض التي اعتادت عليها حتى أصبحت جزء من ايامها المدرسيه وبدأ الطابور و هنا يبدأ فصل جديد ودائم من الصراخ المعتاد من مديرة المدرسة صراخ محمل بالوعيد و التهديد الدائم للتلميذات و المدرسين العاملين بالمدرسة لكن اليوم زاد الصراخ لتوضح للمدرسين و التلميذات طريقة تطبيق التقويم الشامل التي لا تعي منه شيئ ولا احد يعي ماذا يراد منه خاصة في مدرسة مثل معظم المدارس الحكومية تعاني من كثافه هائله من عدد التلميذات في الفصول بدأ احساسها بالانقباض يتضاعف ارادت ان تترك المدرسه و تخرج لكنها رغبه مستحيله لابد ان تكمل اليوم تلكأت امام الجدول تبحث عن الفصل الذي سوف تذهب اليه جمعت دفاترها و بدأت في صعود السلم متجه الى الفصل يملأها شعور بغضب مكتوم لا تتحمل الهواء الذي يمر الى جوارها مازال صراخ المديرة في كل من حولها وكأن العالم سيتوقف عن العمل لو لم تصرخ وتأمر تذكرت كلمات قراتها عن المناخ المدرسي الذي يسوده الحب و الهدوء و التفاهم لخلق جيل قادر على الابتكار و الابداع تضاعف غضبها اقتربت من الفصل و قفت امام الباب لابد ان تدخل البنات في حالة حركه يتعالى صراخهم المرح. ظلت صامته امام الباب بدأت التلميذات يشعرن بوجودها بدأ الهدوء يدب في الفصل حاله من الترقب القلق تمنت ان يصمتن الى ان تنتهي من القاء الدرس عليهن. لا داعي للحوار الان كادت ان تتوسل اليهن ان يبقين صامتات هذا اليوم، ان ينسين انها تحب ان تمرح معهن وتسمعهن ويسمعنها، تريد اليوم ان تتخلص من عبأ شرح الدرس دون زياده او نقصان. لكن بدور ابت الا ان تلح بالسؤال.. اجبتها في إقتضاب .. لكنها لم تكتفي .. سألت مرة أخرى .. عند هذه اللحظة لم تعد تتحمل .. صرخت هي الاخرى .. وهي في دائرة الصراخ المدرسي ارتعبت بدور .. وجلست و عيناها يملأهما الخوف و القلق .. عند هذه اللحظه تبدل كل شيئ من ضيق و غضب الى شعور بالذنب و رغبه ان تعود عقارب الساعه لحظات معدوده تمحو بها نظرات الخوف التي راتها في عين الفتاه و تستعيد ثقتها مرة اخرى لكن صوت الجرس تعالى منذر بانتهاء الحصه و قدوم مدرس أخر لحصه اخرى. خرجت وهي حزينه تتسائل لما كل هذا الصراخ هل اصبح من الصعب علينا التحدث، سماع بعضنا البعض. و استلزم منها الامر وقت طويل لتستعيد ثقة الفتاه مره اخرى حتى جاء يوم كانت تسير وحدها في الشارع اثناء خروجها من المدرسه شعرت بيد تلمس كتفها في رفق التفتت فكانت هي بدور تعلو شفتيها ابتسامه حذره ابتسمت لها هي ايضا لكن ابتسامه واسعه سعيده جاذبه يدها و سارا معا، بدور تحكي و تسأل، وهي تسمع و تحاول أن تجيب، يسود بينهما جو من الود و الحب و الاطمئنان

مدارس العصور الوسطى ونسيم الحرية

مدارس العصور الوسطى و نسيم الحريه حملت ليلى حقيبتها تجر قدميها لتجبرهما على السير يملأها شعور بالانقباض و الضيق و هى تتوجه الى هذا المبنى الذي أطلقوا عليه خطأ مدرسه, لابد أن تذهب اليها كل يوم لتتلقى دروسها , لتكمل طريقها و تحصل على الدرجه العلمية التي ستنير لها طريق المستقبل كما تحلم أمها المنتظره منها الكثير الذي لم تستطع فعله عندما اختارت ان تتزوج بأول من يطرق بابها طالبا الزواج و تترك المدرسة دون ان تكمل تعليمها . اقتربت ليلى من باب المدرسة, مازالت ترى بالرغم من أحاديث امها عن اهمية المدرسة و اهمية ان تكمل تعليمها و يصبح لها مستقبل رائع ان أفضل شئ في هذا المبنى المدعو مدرسة هو لقاء الاصدقاء و التحدث و اللهو معهن و ما عدا ذلك مقبض يملأ القلب بالضيق و الخوف. بدأ الطابور، وقفت ليلي مع زميلاتها تسقط على رؤسهن حرارة الشمس الساخنه و يلقى على آذانهن مواضيع إذاعية مفروضه عليهن , ممله لا تثير داخلهن اي رغبه في الاهتمام بها أوحتى محاولة سماعها . تبدأ هي و صديقاتها بالتحدث مع بعضهن في امورهن الخاصة التي لا يحاول احد ممن حولهن سماعها او الاهتمام بها, و فجأة تلمحها هذه السيدة التي تقف على منصة الاذاعة المدرسية ترقب كل من في المدرسة من طالبات و مدرسين بعين غاضبة دائما ,عند هذه اللحظة مرت الاحداث بسرعة البرق انقضت السيدة الغاضبة على ليلى جاذبه إياهه من ذراعها لتحملها الى اعلى مكان في الطابور و تجبرها على رفع يديها الى اعلى و وجهها ناحية الحائط و يستمر الطابور و ليلي يتملكها كل مشاعر المهانه و الغضب المكبوت متخذه قرار عدم العودة الى هذا المبنى مره اخرى و لكن هل تقبل امها هذا القرار ماذا تفعل و اين تذهب.

الجمعة، 5 يونيو 2009

لا تسألوا عن أمور ان تبدوا لكم تسأكم

الساعة السابعة من صباح يوم الاحد ارتدت كل من نوران و هدير ملابسهما المدرسية بعد أن استيقظتا مبكرا استعدادا للذهاب إلى المدرسة حيث أن هذا هو يومهما الأول لبداية العام الدراسي.
التقت كل واحده منهما بالاخرى في الشارع الذي يوجد به بيتيهما , حيث تعودتا أن يلتقيا و يذهبا معا الى المدرسة بالرغم من انهما لا ينتميان الى نفس الادارة التعليمية الا انهما لا يبعدان عن بعضهما كثيرا.
بدئتا معا رحلة الذهاب الى المدرسة و افترقتا على وعد باللقاء في نهاية اليوم الدراسي ,صلت نوران الى مدرستها فوجدتها خاوية تماما إلا من بعض مدرسين أخبروها أنه لا يوجد مدرسة اليوم لانهم لم يستعدوا بعد و لتأتي الى المدرسة بعد العيد فلن يبدأوا قبل ذلك و عندما قررت المرور على صديقتها لتصحبها للعوده الى البيت لانها توقعت أن تكون صديقتها قد أبلغت بنفس القرار المدرسي.و لكن كانت مفاجاتها كبيرة لانها وجدت مدرسة صديقتها بدأت عامها الدراسي في موعده و لم تأجله لبعد العيد كمدرستها فتملكها شعور بالحيرة و عدم الفهم و توقفت قليلا أمام باب مدرسة صديقتها لا تدري ماذا تفعل؟! أتعود إلى المنزل أم تنتظر زميلتها ! و بعد تردد دام لحظات قررت العوده الى المنزل و ترك صديقتها تكمل يومها الدرسي شاعره ان حظها أكيد أفضل من صديقتها لأنها سوف تستأنف إجازتها حتى العيد بدون الاستيقاظ مبكرا و عمل الواجبات و خلافه من الاعباء المدرسية الثقيله على نفسها لكنها مازلت حائرة ما الفرق بين مدرستها و مدرسة زميلتها؛ كانتا في الأعوام السابقة تذهبان معا و تعودان معا من و الى المدرسة فما الجديد و ماذا تغير بين يوم و ليلة ليختلف موعد بدأ الدراسة بين المدرستين و عندما عادت الى بيتها و أخبرت أمها بما حدث كانت الحيرة تملأ وجه الام ايضا و قفز سؤال كبير في رأس الام و هل سيكون موعد امتحان منتصف العام واحد لكلتا المدرستين ؟ أسئلة عديدة دارت في رأسها, ليس لها سوى جواب واحد هو: أن هناك حاله من الفوضى العامه أعطت لكل البشر الحق في التصرف كيفما يبدوا لهم بدون النظر لاي عواقب.
ربما سألوا انفسهم ماذا سيحدث أسوء مما نعيش فيه, أو ربما سألوا انفسهم ماذا سيضير التعليم إن نقصت مدته أسبوعين أو زادت. ربما كان الجواب ما عاد شئ يهم في بلدنا السعيد العامر بالفوضى.